بومة عاشقة تغرّد
ســر وجــودي توأم روحـــــي ::
بومة عاشقة تغرّد
فوق البحر غير المتوسط لأحزاني
والصمت مُحدق بي من كل جانب
تطلع بهدوء فوق سطوري جزيرةٌ
لعلها كانت غارقة في قاع الورقة
حتى عرفتك!
ما أضيق الكلمات على صدري
كلما تنهدت حبك الشاسع..
***
حين تهب رائحة عطرك
يكتشف الهواء مجده.
***
حين تختال صوبي في المقهى
وكل عضو فيك يرحب بالآخر،
تكاد من جديد تقنعني
أن الجسد هو البلاغة
وكل اللغات الأخرى هراء فضفاض..
وحين تبتسم لي
أتأمل شفتين شهيتين كحافة هاوية
وأعرف كيف يستطيع الفم أن يصير بئراً لسقوطي..
وحين تمضي، أكتب كثيراً فوق الرمل
لأتعلم قراءته، فلربما خطّ لي مصيرنا معاً..
والسنوات تعبرني، عاماً بعد آخر
وتصقل بشفراتها ماسة حبك
وتجلوها لترفعها نجمة جديدة
في مجرّة نجومها بصمات المحبين..
وحين أكتب عنك، تهب أصواتك لتلهمني
كصوت البحر، في كهف سري داخل ورقتي..
***
كتبتُ جنوني وصدقي بكل هياج عواصفي ورياحي
فأحلّ الضفادع سفك دمي
في مواسم النقيق على حافة المستنقع
ونصحوني بكتابة باب الإعلانات المبوّبة
وعمود الوفيات، وصفحات التسلية والأبراج
وامتداح التثاؤب وأعوانه، وكان وأخواتها
وبقيّة الأفعال الماضية الناقصة
كي يعلّقوا على صدري وسام "الكوما" المذهب
برتبة حصان سباق متقاعد..
ولكن البومة التي تقطنني
لا تزال تتابع طيرانها الليلي في قارّات الدهشة
وحرفها مهرة فضائية لعشق الفضاء المفتوح..
بكل قلبها المفتوح... على صدر الورقة البيضاء.
***
الصحو غبيّ يا جاري الراكض معي في قاع الزجاجة
والهذيان غنيّ بالشرر
والمسافة بين العرس والمقبرة،
شجرةٌ،
نصفها للسرير، والباقي للتابوت.
***
أكتب عنك أيها الغريب
في محاولة يائسة للتعرُّف على كُنه حبنا..
أكتب لأنني أجهل، لا لأنني أعرف!
________
10 - 4 - 1992
ســر وجــودي توأم روحـــــي ::