الحسين / الفكرة
ســر وجــودي توأم روحـــــي ::
الحسين / الفكرة
***
"1"
ليس ،
ثمة ، فرق إذا قلت بيتاً من الشعر ،
أو قلت : هذا حجر
ليس، ثمة ، فرق ( تمريت ) في الماء ،
أو شتَت الغيم وجه القمر
ليس ، ثمة ، فرق إذا كنت مستغرقاً في التأمل ،
أو تتذكر بعض الصور
ليس ، ثمة ، إلا المضيَ إلى آخر الجرح
منذ ( الحسين ) ، إلى حيث لا نصب تتأله
أو نقطة من ضجر
"2"
ليس ،
ثمة ، إلا النداءات ممتدةً ، واللقاءات
قائمةً بيننا والحسين ،
الذي سيمر ، لعل ، مرور الكرام ،
ويمنح أشواقنا زهره الوزن
كي تستقيم السباحة في البحر ثانيةً
فالشواطئ أبعد مما نظن
وكي
نتجاذب والكلمات ، البساطة ، في بهجة
الأفق ،
واللون والطين ،
سوف ، لعل يجيء على شكل قبض عميق
من الضوء ، أو جمرة ، في الشرود البعيد ،
على نجمة لا تقر
وفي غير شكل يجيء ، كما أن يحب الغريب الغريب ،
ويرحل كل إلى غير ما سبب واضح للمحبة ، والإرتياح
ورب لقاء حميم بلا موعد فارط أو نذير
مررناه
مازال فينا اللواعج منه ، وبعض إنشراح
ورب وجوه تقاسيمها لا تقول بنأي المكان
وغير هتاف البشير
ما زال ، ثمة ، روح سيرحل مختزلاً للزمان
كما يرحل الماء في الماء
والشعر في الشعر
والناس في الناس ..،
دون إعتبار لأدنى تضاريسها الأرض
في غفلة الدرك الشاخصين سياجاً منيعاً
على شزرات الحدود ،
ودون إكتراث بما في اللوائح من جور،
والنشرات المحاذير ( في علبة التبغ )
أو في ( الروشتات ) ،
والشارة الأقحوانية اللون ،
من شارع مظلم ، لا يباح المرور عليه سوى للهوام
ودون العقائد ،
والجنس ،
والعملة الصعبة النول ،
من دون صادئات النظام
وتعبث أصنامها
في هيام
" 3 "
الحسين
هو الفكرة السرمدية ساعة ، تمتد ، عاصفة ،
في هرير الرجال
فينتفض الآسنون هديراً ، يمورون
مور الجبال
ويستيقظ النائمون صراخاً ، يكرون كر الرماح
وصرصرة في الأهازيج من عاتيات الرياح
وحينئذٍ
ليس ، ثمة ، من يمنع الأرض أن تستدير على
نفسها ، أو تدور
وأن تنبت الشوك ، أو تكتفي بالعبير
ولن ينكص السير في المنحدر
ولن يهوي الباز ، أو يزدجر
فحيث الدماء تسيل يكون الحسين هو ( المنتظر )
فلا ليل ثمة ،
لا قيد ،
لا طامةً ، أو قدر
"4"
وحيث
الدماء : الحسين ستشرق في قلب ( لوركا )
ويسقط لوركا ،
على شارع يلفظ ، الآن ، انفاسه،
مثل صوت المطر
على شارع تتمنى فوانيسه أن تبوح بآخر أعراس لوركا
وآخر نبض من الجلنار سيلقيه لوركا
على ملأ من عيون الحقيقة والقاتلين ،
ويسقط لوركا لكي
لا يموت الغجر
"5"
وحيث
الدماء الحسين : النبيذ الذي كان ( جيفارا ) يحمله
في هزيع الرفاق
ويسكرهم
كلما أشعلوا غابةً في الظلام
"6"
هو، الآن في (القدس) ، يرمي الحجارة ، كان يرتل
أنشودة الأرض ،
(درويش)
شاهده في إمتداد الدماء على الأرض ،
مازال ينشره في المساءات جرحاً جميلاً
على شاهق التين واللوز والياسمين
ويرسله في نوافذها الشقر شخصاً أليفاً إلى القلب ،
ثغراً قسيماً من التوت ،
ينساب فيروزه في حواصلها الطير ،
في اللثغات الغيوم
هو البحر – أعني الحسين – إذا أنكسر المد وانتحر
الفاتحون ،
وعند سراها الحقيقة ، شاردة ، في التخوم
ستفضي هزيعاً ،
هزيعاً إلينا بما خبأته النجوم
وإن طال فيها سرانا وشب الوجيب
وعند العبور العريض على الدم بالدم
عند تداخله اللحم في اللحم
عند مواجهة في الحريق
وعند اختراق الرصاصة
دبابة الناكثين
"7"
وحيث
هو ، اليوم ، في (قم)
راياته السود
ما خبأته الكهوف ،
وما عاد ينتظر الناس مقدمه فوق عرش على الماء
جل ( الخميني ) ولايته حين فقه من حوله المؤمنين
"8"
وحيث
الجنوب الطقوس على الماء
كم من جرار تذكرنا أن ، ثمة ، ( شمر بن ذي الجوشن ) ،
اليوم ، يمنعنا من فرات الكلام
وكم من جرار تذكرنا أن ثمة ، (جيكور ) شعب
توالت علية الطغاة السوافي ،
كم من جرار نكسرها ،
قبل أن نملأ الماء ، دون مرام
"9"
وحيث
الجنوب على بعد حزب إلى الله
يغسل كفيه في عطره
فالعروبة في سنة العار غارقة ، حين خان الرجال الرجال
وحين الطلائع : سبابة نحو غير الطريق
وحين السلام : ( معاوية) القاسطين
فكم من هوى باذخ الصوت ،
كم من حرائق يرتادها ويعانق في وهج الموت ، تلك الحياة التي سنريد
وكم وردةٍ تتنقل ما بين أظهره والترائب
كم من جنوب تكون النداءات ممتدة ، واللقاءات قائمة بينه
والحسين .
U.S.A
قد
يبدل
ذئب ملامحه
ويزيف تاريخ مولده
والشرائع والذكريات العريضة
بين السلالات ،
ردحاً من النثر
لكننا عبر بيت من الشعر ندركه في اجتراح الدماء
..
المنافقون
يشبهونا
ولا يشبهون :
يأكلون الطعام كما تأكلون
يألمون كما تألمون
يعبدون الحياة ولا تعبدون
..
اليهود
سيظل
يهوذا ،
وإن كان قتل المسيح مجازاً ،
على سدة الخائنين .
..
الارهابيون الصهاينة
"1"
يئد
القاتلون الجريمة حيث أرادوا
بأخرى ، عليهم ، زؤام
"2"
حيث
يرتكبون الجريمة سوف نواجههم بالجريمة ،
دون ارتياب
___________
(من كتاب الحسين – ط1 – 2001 م )
ســر وجــودي توأم روحـــــي ::