ســر وجــودي توأم روحـــــي
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائر يسعدنا تواجدك معنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ســر وجــودي توأم روحـــــي
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائر يسعدنا تواجدك معنا
ســر وجــودي توأم روحـــــي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
~~اهـــلاً وســهـلاً بــك عــزيــزي الـــزّائــر يســعدنـا تــواجــدك مــعـنا~~ 

مسرحية غابة الطـّـَيـِّبين

اذهب الى الأسفل

مسرحية غابة الطـّـَيـِّبين Empty مسرحية غابة الطـّـَيـِّبين

مُساهمة من طرف سر وجودي توأم روحي الخميس 12 أبريل - 3:32:41




[الشخصيات حسب الظهور ]


حكيم : شيخ في الثمانين من العمر ، جد الأطفال ووالد صادق.

فلاح.

ميسرة : طفل في العاشرة أو يزيد قليلا.

ميسون : فتاة في الخامسة عشرة من عمرها أكبر أخوتها.

عبد الله : طفل

: أرنب ذكر.أبيض.

حصاوي : حمار طيب. قوي البنية

نوحي : شيخ الغربان.أسحم.

لبلبة : أرنبة سوداء. أم الأرانب.

زرقاء : يمامة طيبة.

قرقض : فأر كبير شيخ الجرذان.

صادق : والد الأطفال ميسون وعبد الله وميسرة. وابن الشيخ

حكيم صياد سمك ، في الأربعين.

عيزو :الوحش الدودة.

النسر : ملك الطيور

أرانب صغيرة وطيور.



الإفتتاحية :

[ مجموعة الحيوانات والطيور والبشر سكان غابة الطيبين يحتفلون بإنجاز بناء

السد الذي يحمي الغابة من العطش والغرق ، وفي أيديهم أدوات العمل في شكل

استعراضي.]



المجموعة : أحفر.. حمل

إردم.. إنقل

رتب.. كمل

سوي.. جمل

بالحكمة وفر ما تشرب

فالماء حياه..



بالماء العذب وبالمطر

رقصت أغصان بالزهر

والطير يغرد نشوانا

فرحا بالخضرة والثمر



لن نشكو عطشا يا صحبي

لن أخشى الماء على دربي

الماء كثير يكفينا..

ويفيض ، فشكرا يا رب..

شكرا يا ربي



[ المشهد الأول ]

المنظر :



[ ربوة متسعة ، يبدو من خـلفها المـاء المحتجز. يتأرجح على وجه الماء قارب صيد بدائي

له شراع ، على اليمين في الخلف يبدو كوخ الصياد صادق وهو مصنوع من خشب الغابة

المكسو بالطين ، على اليسار و للخلـف أيضا ، تل صخري ، الأشجار والخضرة تحيط

بجوانب المكان.


[حكيم] الشيخ الأشيب في الثمانين من العمر ، يتحدث إلى سكان غابة الطيبين من

الحيوانات والطيور ، وبين المحتشدين من المخلوقات نرى الصيــاد صادق ابن الشيخ حكيم

وهو فوق الأربعين من العمر ، وأحفاد الشيخ [ميسون] وهي في الخامسة عشرة من

عمرها. وعبد الله في الثانية عشر، بينما يقارب ميسرة العاشرة من عمره.]

الزمان :

ظهر أحد أيام فصل الشتاء.

حكيم : [ جالسا على جذع شجرة قديم ، مستندا إلى عصاه ، وحوله تحلق الجميع

] الحمد لله.. الذي وفقنا نحن سكان غابة الطيبين.. لفكرة يوم المسالمة..

ميسرة : [جانبا ] يوم المسالمة؟ هكذا يصبح الأسبوع ثمانية أيام يا ميسون..!!

ميسون : لا.. يا ميسرة.. يوم المسـالمة.. يوم من كل شهر اختاره أهل غابة الطيبين..

يتوقف فيه قانون الغابة..

ميسرة : و ماذا يعني قانون الغابة هذا..؟!!

ميسون : اش..

حكيم : بالغابة يا بني طيور وحيوانات.. ووحوش..وقد جعل الله رزق بعضها عند

بعضها.. يعني أنت ترى الآن الفأر قرقض.. والغراب نوحي.. جنبا إلى جنب!!!..اليوم فقط..

لكن في غير يوم المسالمة.. سيهرب قرقض وسيحاول نوحي أن يأكله..!!

[ ضحك من الجميع ]

ميسرة : وما الذي يمنعه من أكله الآن؟

نوحي : العهد يا ميسرة.. لقد تعاهدنا أن نوقف قانون الغابة لمدة يوم واحد كل شهر..

للناقش الأمور التي تهم سكان غابة الطيبين كلهم..!!

حكيم : ونحن الآن نحتفل بعمل مهم.. لقد انتهينا من بناء السد والحمد لله..

أرنوب : [ الأرنب الأبيض ].. السد سيمنع الماء فلا يدخل جحورنا!!

حصاوي : [ الحمار الشاب ] و العشب الطري..سيكون موجودا طوال العام..!

نوحي : [ الغراب الأسود ] و عشيرتي.. الغربان.. ستشبع لحما.. لأنها ستحرس

السد من الجرذان الشريرة..!!

قرقض : أرأيتم..؟!! هذا تهديد؟ هذا مخالف للعهد..!!

ميسون : إذا ابتعدتم عن السد يا قرقض.. ستسلم الجرذان.. وسيجوع الغراب نوحي

وعشيرته..!!

[ ضحك من الجميع ]

حكيم : هذا صحيح.. هذا صحيح.. لكن لا يعني هـذا أن نترك بيوتنا هكذا.. بلا عناية..

لا.. لابد أن ننتبه.. فالسماء تمطر..!!

ميسون : جدتي كانت تقول.. السماء تغضب من الذين يعملون الشر.. وحـين تغضب..

تبكي.. وكلما زادت الشرور.. زاد الغضب..

لبلبة : [ الأرنبة السوداء ] المسألة بسيطة.. نمتنع عن فعل الشر.. ونعيش في

سلام..

حصاوي : نعم.. هذا هو الحل يا لبلبة.. يا أم الأرانب..

حكيم : كل نعمة من نعم الله.. يمكن أن تضر إذا لم نحسن التصرف بها.. المطر

مثلا..!! نعمة كبيرة.. هل يتصور أحدكم.. كيف كنا سنشرب.. ويشرب نبات الغابة إذا لم

نجد المطر..؟!!


الجميع : لا.. لا..

حكيم : وشكرا لله على النعمة.. قررت الحج إلى بيت الله الحرام بمكة.. لكن قبل أن

أنصرف إلى الحج.. أوصيكم يا سكان غابة الطيبين.. أن تحــافظوا على هذا السد.. لقد

بنيناه جميعا.. تعبنا فيه أشهر طويلة.. من يحفر..

حصاوي : [ مشيرا إلى نفسه ].. ومن يحمل التراب..!!

حكيم : ومن يحمل التراب.. ومن يردم.. حتى صار الردم سدا.. يوفر الماء.. فلا نعطش

نحن.. ولا أشجار الغابة...!!

ميسون : هل أستطيع يا جدي.. أن أزرع هنا قرب الماء وردا ونعناعا وزيتونا..؟

حكيم : لم لا..؟!! فجذور الأشجار و الزروع.. تثبت التربة..!! وسوف تكـون مزرعتك

قريبة من البيت.. وهذا يسهل رعايتها... لكن عليك بالحذر.. لا تكثري من استخدام الماء..

فقد يضر هذا بالسد..!!

ميسون : سأفعل يا جدي.. هل ستعاونني يا أبي؟

صادق : طبعا.. لكن في الوقت الذي أتوقف فيه عن صيد السمك وبيعه في القرى

المجاورة..

أرنوب : هل ترغبين في عمال للخدمة في مزرعة ميسون الجديدة؟

ميسون : [ ضاحكة ].. سأفكر في الموضوع.. بشرط..

الجميع : أي شرط؟

ميسون : أن يحافظ العامل على نباتات المزرعة.. وأن يتفرغ للعمل..

حصاوي: هذا صعب يا ميسون..!!

ميسون : العمل عمل.. يا صديقي..!!

[ ضحك من المجموعة ]

حكيم : أشكركم يا أحباب.. والآن.. ليذهب كل منا إلى عمله.. فالعمل عمل كما

قالت ميسون.. سأذهب لحـزم حقائبي.. فالسفر طويل.. استودعكم الله..

هيا يا صادق.. هيا يا أطفال..

[يقف الشيخ منصرفا إلى الكوخ وخلفه عبد الله وميسرة وأبوهما صادق]

السلام عليكم..

أصوات: وعليكم السلام

أصوات : مع السلامة..

أصوات: في رعاية الله

[ يعود الشيخ يحمل على كتفه خرجا صغيرا متجها إلى الجانب الآخر في طريقه إلى

الحج وتلوح له المجموعة ـ وقد احتشد كل سكان الغابة ـ مشيعة بينما يتبعه صادق وابنيه

ميسرة وعبد الله ]

المجموعة : [ مغنية ]

في أمان الله هيا

قاصد البيت المجيد

ليتنا كنا سويا

في حما البيت السعيد



أيها الضيف المكرم

يا مجيبا للنداء

في رضا الله تنعم

حيث خير الأنبياء

ليتكم عند الطواف

تذكرونا بالدعاء

نسأل الله جميعا

حجة تحي الرجاء

[ يختفي موكب الحج ويعود الجميع إلى ميسون ]

ميسون : هيا يا أصدقاء.. عندنا عمل كثير.. هيا..

لبلبة : دعينا نساعدك يا ميسون..!!

أرنوب : أنت تساعديننا دائما..

نوحي : قولي لنا.. ماذا يمكن أن نفعل.. ولن نتأخر أبدا..!!

حصاوي: نعم.. قولي..

ميسون : الزراعة يا أصدقائي.. عمل شاق.. يحتاج لصبر.. ومعرفة..

لبلبة : لكنه جميل..!!

أرنوب : نعم.. الجزر حلو المذاق..

حصاوي : والبرسيم أيضا..!!

ميسون : لكن.. كيف أدفع لكم أجركم؟

حصاوي : لا تشغلي بالك بهذا الموضوع.. أنا شخصيا سأكتفي ببعض الشعير..

أو بعض التبن..!!

أرنوب : نحن نقصد فعل الخير فقط..!!.. أليس كذلك يا لبلبة؟

لبلبة : بلى.. لكن..ربما.. حصلنا على بعض الجزر..!!

[ ضحك من الجميع ]

أرنوب : نحن علينا الحفر.. أنا و لبلبة من أنشط الحفارين في الغابة..

حصاوي: وأنا مستعد لحمل ما تحتاجين إليه من أخشاب.. أو أتربة.. أو أحجار

نوحي : وأنا.. [ مفكرا للحظات في وقار ] يمكن أن أغني لكم..!!

الجميع : ماذا؟.. تغني؟!!

نوحي : ما هذا..؟ أنتم منزعجون من الفكرة.. هل ترفضون مساعدتي؟؟ هذا يغضبني

جدا.. ويجعلني أحس أنكم لا تحبون الغربان..!!

الجميع : أبدا.. أبدا

ميسون : الطيبون لا يكرهون أحدا..

نوحي : فلماذا لا أغني..؟

زرقاء : لأن صوتك أحلى من أن تتحمله الكائنات يا صديقي..!!

نوحي : غريبة..!! كنت أظن أنني الوحيد الذي يجده حلوا..؟!! شكرا يا يمامة زرقاء

على قولك الحق..!!

ميسون : كلنا يغني لنفسه.. أحيانا.. ويظن أن صوته أجمل الأصوات..!!

نوحي : أنتم الخاسرون..

[ يدندن بصوت بشع ].. قا.. قا قا.. صوتي قوي.. هه؟!!

حصاوي : نحن نريد عملا.. لا نريد غناء.. لو المسألة قوة صوت.. فأنا مستعد للتطوع

بالغناء..!!

زرقاء : [ للغراب والحمار ] لالا.. أرجوكما.. سنعمل.. سنعمل بلا صوت..

نوحي : وماذا يمكن أن نعمل نحن الطيور غير الغناء؟!!

زرقاء : نحن الطيور.. نستطيع الطيران.. ويمكن أن نحمل بعض البذور من

المناطق البعيدة في الغابة.. ونحضرها هنا بمناقيرنا..

نوحي : صح..

ميسون : وماذا ننتظر..؟ هيا إلى العمل.. هيا إلى الفلاح..

[ يبدأ الجميع في تسوية المكان وتخطيطه وهم يغنون ]

مجموعة1 : يدٌ.. مع يدٍ

تسهل الصعابا

يد.. مع يد

تجمع الصحابا



مجموعة2 : هيا إلى الفلاح

هيا إلى العمل

نحقق النجاح

ونبلغ الأمل

مجموعة3 : قيل : مـن جد وجد

قيل : من زرع حصد

ازرعوا الآن الجميل

تحصدوه في غد..

يد.. مع يد

[ إظلام تدريجي ]



[المشهد الثاني ]

المنظر :

[ميسون و أخواتها الصغار عبد الله وميسرة يعتنيان بشجيرات زيتون صغيرة لم تثمر

بعد ، تشغل الطرف الأيسر الأعلى من المكان قـرب التل الصخري ، ونرى بعـض الخضر و

النعناع ، وشجرة ورد في الطرف الأسـفل يمينا من المكان أسفل الكوخ. شجرة الورد

تحرص ميسون على العناية بها بنفسها. بعض زهور الورد البيضاء ترقص على أغصانها كلما

قلمت ميسون غصنا يابسا. في الخلفية يبدو الماء المتجمع خلف السد ، كما يبدو قارب

الصيد الخاص بصادق]



الزمان :

بعد المشهد الأول بأشهر صبح أحد أيام فصل الربيع.

[ ميسرة يحاول أن يقطع غصنا من شجرة الزيتون ]

ميسون : لا لالالا..!! انتبه يا ميسرة.... أنت تكسر غصن الزيتون..؟!!

ميسرة : أنت أيضا تكسرين أغصانا كثيرة!!

ميسون : يا أخي.. أنا أعالج الشجرة.. أخلصها من بعض الغصون الجافة.. التي لا

تحمل لا ورقا ولا زهرا.. لتصبح أقوى.. وكي تصـل الشمس إلى النعناع الصغير..!!

ميسرة : أنا أريد أن أفعل مثلك.. هه!!

عبد الله : وأنا أريد أن أعاونك..

ميسون : حسنا.. اقتربا..

[ يجتمعان وتبرز مقص التقليم بيدها ]

هذا مقص حاد جدا..

عبد الله : هل أجربه..؟

ميسون : لا يا عبد الله يا أخي.. المقص خطير بالنسبة لمن لا يجيد استخدامه..

لابد من التدرب على استخدامه.. حتى لا يؤذيك..

عبد الله : أنا كبرت.. وسأخرج اليوم مع أبي للصيد..

ميسرة : وأنا أيضا.. كبرت.. لكن أبي لا يصدق..!!

ميسون : أعرف أعرف.. لكن المقص مسنون..

عبد الله : سأشكوك لأبي..

ميسرة : سأقول لجدي عندما يعود..

ميسون : لالا.. لا تغضبا.. انظرا.. هذا المقص يكون مفتوح دائما.. وعندما نريد قص

غصن جاف.. نضع الغصن الجاف بين الحدين..

[ تجربه على غصن جاف بشجرة الورد ]

هكذا.. ثم نحاول أن نفتح الطرفين بيدنا.. هكذا..

ميسرة : أنا أجرب..

عبد الله : بل أنا أنا..

ميسون : نبدأ بالأصغر.. ضع يديك هنا مكان يدي يا ميسرة.. أنا سأعاونك.. هيا افتح..

افتح..

[ يبذل جهدا لكنه لا يفلح في قص الغصن ]

لا تستطيع الآن.. لكنك عندما تكبر يمكنك أن تفعل ذلك بسهولة.. كما أفعل أنا

هيه.. هل تجرب يا عبد الله؟

عبد الله : لم لا..؟!! أنا أقوى.. أنا أكبر منه..

[ يحاول قص الغصن لكنه يفشل ]

ياه.. أنا لا أستطيع أيضا..!!

لبلبة : صباح الخير يا شباب..

ميسون : صباح الخير يا لبلبة.. يا أم الأرانب..

ميسرة : لبلبة؟ أين أنت يا لبلبة؟

عبد الله : وأين صغارك..؟

لبلبة : في البيت..!! الجو حار.. ونحن الأرانب لا نتحمل الحرارة.. فلا أخرج إلا في

الصباح الباكر.. أحصل على طعامي.. وأعود إلى الصغار لأرضعهم أف.. يا له من حر؟!!

ميسرة : لماذا لا تسبحين مثلنا في النهر..؟

لبلبة : أنا أرنبة..!! لا أعرف العوم..

عبد الله: أنا أعلمك.. كما علمنا أبي صادق..

[ يسر إليها بأهمية ]

سأكون صيادا مثله.. جربي..!!

لبلبة : الماء يفسد فرائي الأسود الجميل..!! كما أن بيتي ظليل.. رطب.. لا أشعر

فيه بالحر.. ولا بالبرد..!! هيه يا ميسون؟ ما أخبار الجزر..؟!!

ميسون : يكبر كل يوم.. كما ترين..

لبلبة : أريد أن أهدي صغاري بعضا منه.. فالخضر مفيدة جدا للصغار..

ميسون : إن شاء الله.. عندما يستطيعون الخروج معك.. سيكون الجزر قد أصبح حلوا
كالسكر..!!

لبلبة : إن شاء الله.. بإذنك..

ميسون : انتظري.. قد أجد بعض أوراق الخس الزائدة..

لبلبة : شكرا.. الحمد لله.. أكلت ما فيه الكفاية..

ميسون : أراك متعجلة اليوم..؟!! ما الأمر؟ هل أنت غاضبة من أحد؟

لبلبة : لا لا.. أنا قلقة على الصغار..

عبد الله : أليسوا في بيت الأرانب..؟

لبلبة : بلى.. لكني بالأمس رأيت شيئا غريبا.. بل مرعبا..

ميسون : شيئا غريبا.. ومرعبا..؟.. أين؟

لبلبة : تحت الأرض..

عبد الله : تحت الأرض؟!!

ميسرة : كيف ترين تحت الأرض..؟

ميسون : ماذا رأيت؟

لبلبة : كنت أوسع بيتي قليلا تحت شجرة السرو.. فجأة.. سقط جانب البيت..

ورأيته..

الجميع : من؟

لبلبة : عيزو..

الجميع : الوحش عيزو؟!!

لبلبة : نعم.. هو يعيش تحت الأرض.. ويتغذى على الطين وبقايا الجذور العطنة

ميسرة : يع.. يا له من وحش مقزز..!!

عبد الله : وكيف كان شكله..؟!!

لبلبة : مرعبا.. يتلوى كأنه الثعبان.. وكان ضخما!!

ميسون : يا الله.. من أين جاء هذا الوحش.. غابتنا لم تعرف وحشا بهذه الأوصاف

لبلبة : يقولون أنه كان يعيش بعيدا.. بقرية أخري.. لكن أهلها ليسوا طيبين مثلنا

طردوه.. فسمع بغابة الطيبين.. فجاء ليعيش بها...

ميسون : لكنه لا يقابل أحدا.. ولا يصادق سكان الغابة.. ولا يشاركنا يوم المسالمة..

قليلون هم من رأوه..!!

لبلبة : نعم.. هذا صحيح..ولن يصدقوا ما قلت.. بإذنك.. لقد تأخرت..

[ يدخل صادق يحمل شبكة صيد ]

صادق : صباح الخير يا أولاد

الجميع : صباح الخير

[ يضع الشبكة أرضا ويرتب أطرافها في هدوء ]

صادق : هاه.. هل أنت جاهز يا عبد الله..؟

عبد الله : جاهز يا أبي..

صادق : مال أم الأرانب متعجلة اليوم..!!

ميسرة : تخشى الوحش على صغارها..

صادق : أي وحش؟!

عبد الله : عيزو.. لقد رأته أم الأرانب..

صادق : أنا لم أره.. لكن لا بأس.. زاد سكان الغابة ساكنا جديدا.. الغابة فسيحة وبها

الكثير من الوحوش.. وتتسع لنا جميعا..

ميسرة : أبي.. أريد أن أذهب معك للصيد..

صادق : قلت لك.. أنت صغير يا ميسرة..!!

ميسرة : [ ثائرا في طفولية ]

أنت صغير يا ميسرة.. أنت صغير يا ميسرة.. أنا لا أفعل شيئا.. أريد أن

أفعل مثلك ومثل أخي عبد الله.. وأختي ميسون؟

صادق : اصبر أيها الولد الجميل.. ستكبر.. وستفعل مثلنا وأكثر.. لكن الآن عليك أن

تعتني بالمزرعة.. ولا تجعل أحدا يقتلع زرعها ولا يقطف زهرها..

ميسرة : لا أحب أن أكون فلاحا.. أريد أن أكون صيادا مثلك..

صادق : عندما أخرج الموسم القادم للصيد.. أعدك بأن آخذك معي..

ميسون : [ قلقة ].. اترك عبد الله معي..

عبد الله : لالا.. أنا أريد أن أذهب مع أبي..

صادق : لم أنت قلقة يا ميسون؟..أتخافين عليه؟ إنه معي..

عبدالله : أنا أجيد العوم.. ولا أخاف من الماء..!!

صادق : لا تقلقي.. المهم لا تتأخري.. فلا أحد بالبيت..

ميسون : إنه ليس بعيدا.. سأعود حالا..

صادق : أستودعكم الله.. ميسرة؟

ميسرة : نعم يا أبي

صادق : لا تحزن.. وكن مطيعا لأختك.. غدا تكبر.. وتخرج للصيد معي..

ميسرة : غدا؟!!

صادق : نعم.. ألا تصدقني؟

ميسرة : أصدقك..

صادق : أين قبلة الولد الطيب..[ يقبله ] جميل.. هيا يا عبد الله. قد أتأخر أياما فلا

تقلقوا..

[يحمل عبد الله الشبكة ويمضي خلف والده من الجانب الآخر للمكان]

السلام عليكم..

الجميع : وعليكم السلام

ميسون : مع السلامة..

[ينصرف صادق وعبد الله بينما يبدأ الإظلام التدريجي، يأتينا صوت صادق وعبد

الله يغنيان والقارب يتحرك بهما بعرض الخلفية]


الاثنان : هيه... هيه.. هيه هيه..

صادق : أمسك بالدفـة يا ولدي

كي أطرح بالنهر الشبكة

عبدالله : النهر جميــل يا أبتي

ولنا يضحك أحلى ضحكة!!

صادق : أمسك بالدفة يا ولدي

عبدالله : إن سخــر الناس من الأجرا ء

أو سخروا من فقر الفقرا ء

صادق : قل يغنينا من أغناكم

لن يحرمنا من أعطاكم..

رزاق الفقرا والأمراء

أمسك بالدفة يا ولدي

عبد الله : جدف بهدوء يا أبتي..

صادق : من قال بأن كثير المال..

من يحيا العمر بلا أشغال

أفضل من صيـاد يرمي

بالنهر الشبك خلي البال..؟!!

الاثنان : هه.. هه.. هه..هه

[ إظلام ]



[المشهد الثالث ]

المنظر :

[نفس مكان المشهد الأول والثاني مجموعة من الطيور والحيوانات مجتمعة حول

ميسون في اضطراب ، الأصوات مختلطة عـالية لا أحد يستمع والكل يتحدثون في

نفس الوقت]

الزمان :

صباح أحد الأيام من فصل الربيع بعد عدة أيام من المشهد الثاني.

زرقاء : كفى.. كفى صياحا يا جيران..

[ يصمت الجميع لحظة ]

الأمر لا يحتاج إلى كل هذه الأصوات المرتفعة.. والمناقشات الغاضبة لا تحل

المشاكل..!! هيا نبدأ التحقيق من البداية..

حصاوي: لا أفهم يا زرقاء.. كيف؟!!

زرقاء : دعوا ميسون تخبرنا بما حدث أولا.. ثم نفكر.. ثم نناقش الأمر.. ثم نصل

بإذن الله.. إلى قرار..

حصاوي: لا بأس.. هذا ترتيب جيد.. هاه.. اصمتوا..

[ ينتبه الجميع إلى صوت الحمار ]

زرقاء : ماذا حدث يا ميسون؟

ميسون : كما ترين.. استيقظت هذا الصباح ولم أجد شجرة الورد الجميلة في مكانها

الذي تركتها فيه بالأمس.. كما اختفت كل نباتات النعناع.. حوض النعناع كله اختفى..!!


حصاوي: كيف؟!!

ميسون : لا أدري.. شجرة الورد كانت هنا.. واختفت..!!!

حصاوي : هذا مفهوم حتى الآن.. لكن أين كانت تقف شجرة الورد بالتحديد؟ الدقة شئ

هام في التحقيقات يا أصدقاء.. أين كانت الشجرة بالتحديد يا ميسون؟

[ يتحرك إلى قرب مكان وجود الشجرة ]

هنا..؟

ميسون : لا.. شمالا شمالا..

حصاوي: [ يتحرك قليلا جهة الشمال ]

هنا..؟

لبلبة : لالا.. شمالا..

حصاوي: [يواصل التحرك.. ]..

لعلها كانت هنا..؟ وربما..

[ يغوص في الأرض تدريجيا ] النجدة..!!!

[ تغوص قوائم الحمار حصاوي أكثر فيصرخ ]

أنقذوني.. أنقذوني.. أنا أغوص في الطين.. أنقذوني..!!

الجميع : يا الله..!!

لبلبة : تشبث بشيء يا حصاوي..

حصاوي: لا شئ هنا أتشبث به..

أرنوب : حاول القفز

حصاوي: لا أقدر..لا أقدر.. أنا خائف..

زرقاء : لا تخف.. سنخرجك بإذن الله..

ميسون : أحضر حبلا يا ميسرة.. بسرعة

ميسرة : [ يدخل مسرعا إلى الكوخ ] حالا..

زرقاء : تماسك يا حصاوي

نوحي : [ داخلا ومقتربا من الحفرة ] تشجع يا صديقي..

زرقاء : سنخرجك من الحفرة حالا..

حصاوي : أسرعوا..

[ يبدأ حصاوي في النزول شيئا فشيئا في الحفرة حتى يكاد أن يختفي ]

ميسرة : [ يأتي مسرعا ].. ها هو الحبل..

نوحي : اسمعني جيدا يا حصاوي..

حصاوي: كيف أسمع وأنا أغوص؟

نوحي : بأذنيك..!!

زرقاء : أنت صاحب أكبر أذنين.. استخدم أذنيك يا حصاوي..

حصاوي: حاضر.. سأحاول..

ميسون : كيف نربطه..؟

نوح : لن نربطه.. استمع إلي يا أيها الحمار.. سنلقي إليك بطرف الحبل.. وعليك أن

تمسك به بأسنانك القوية جيدا.. ولا تفلته حتى نخرجك من الحفرة.. مفهوم؟

حصاوي: مفهوم.. أسرعوا.. أسرعوا..

[ تلقي ميسون بطرف الحبل إلى داخل الحفرة ]

نوحي : والآن.. اصطفوا جميع صفا واحدا واجذبوا الحبل معا.. عندما يكون حصاوي
مستعدا..

ميسرة : هيا.. هيا يا حصاوي.. ضع طرف الحبل في فمك.. واقبض عليه بأسنانك
جيدا.. ضع كل عزمك في أسنانك..

ميسون : هيا.. هيلا..

الجميع : هوب

ميسون : هيلا

الجميع : هوب..

ميسون : هيلا

الجميع : هوب

[يظهر حصاوي مرة أخرى على السطح ، عندها يفتح فمه]

حصاوي: هيه.. نجوت... آه...

[يسقط حصاوي مرة أخرى في الحفرة ويقع الجميع على الأرض]

نوحي : يووووه.. حمار!!

ميسون : لماذا تركت طرف الحبل يا حصاوي..؟!! لقد كدنا ننجح..!!

حصاوي : [ مختفيا داخل الحفرة ]

فرحت.. وأردت أن أعبر عن فرحتي بخروجي سالما..!! أعتذر.. أخرجوني

بسرعة.. أحس الأرض تتحرك تحت حافري..

ميسون : هيا يا أصدقاء.. هيا

[ تلقي ميسون مرة أخرى بالحبل إلى أسفل داخل الحفرة ثم تبدأ في الجذب

ومن خلفها كل الكائنات الموجودة ]


هيلا..

الجميع : هوب

ميسون : هيلا

الجميع : هوب

ميسون : هيلا..

الجميع : هوب

[يظهر حصاوي على جانب الحفرة من الداخل يسرع ميسرة ليساعده على

الخروج ، يخرج حصاوي وما زال الحبل في فمه]

ميسرة : إحك لي.. ماذا وجدت يا عم حصاوي؟

حصاوي : مممممممممم

[ لا يستطيع الكلام لإمساكه بالحبل ]

نوحي : اترك الحبل الآن.. أنت بخير.. ماذا وجدت؟

حصاوي : [ يترك الحبل ].. هاه.. لم أجد شيئا.. من سرق الورد والنعناع.. سرق الأرض

أيضا..!!


الجميع : ماذا؟ الأرض؟.. كيف؟

حصاوي: لا أعرف كيف.. لكن التراب غير موجود في الحفرة.. وبطول قامتي..

ميسرة : لقد كنت أقف في هذا المكان منذ لحظة؟

نوحي : أنت أخف وزنا من حصاوي يا ميسرة!!

حصاوي : ما كان على السطح.. فقط قشرة.. ما أن دست عليها حتى سقطت بي..؟

نوحي : الجرذان الملعونة..تحب حفر الخنادق....!!

الجميع : الجرذان؟

[ يطل من طرف الحفرة من الداخل الفأر قرقض ]

قرقض : كذب..!! افتراء..!! يا سكان غابة الطيبين.. هذا الغراب يلفق لنا التهم أنا الفأر

قرقض شيخ الجرذان.. وباسمها أعلن.. لا شأن لنا بهذه السرقة نحن ننحت بيوتنا تحـت

التراب كما تفعل الأرانب.. وهذا حقنا.. لكننا لا نأكل التراب ولا نهتم بجذور الورد والنعناع..

حصاوي: ما رأيته ليس من أفعال الجرذان يا صديقي نوحي.. إنه ضخم..!!

نوحي : إن بعض الظن فطنة..

ميسون : وبعض الظن إثم يا نوحي..


زرقاء : من يفعل هذا بغابة الطيبين.. شرير لا يحب الطيبين..

قرقض : ما ما ما هذا؟!!

ميسون: ماذا بك يا قرقض..؟!!

قرقض : أدركوني.. كل شئ ينهار.. ينها...

[يختفي الفأر قرقض فجأة وترتفع من الحفرة رأس الوحش عيزو ، وهي أشبه

برأس الثعبان لكن لها ستة أوجــه في كل وجه عين تصدر وميضا أحمر]


الجميع : ماذا.. الوحش عيزو..؟!!

عيزو : [ في صوت عميق أجش ]

من الذي اقتحم علي بيتي.. وهدم علي سقفي.. وأيقظني من نوم الضحى

اللذيذ؟ هه؟!!

[يهز عيزو رأسه فتتطاير بعض قطع الطين]

الجميع : [ يتراجعون ليشكلوا كتلة واحدة ] ماذا؟!!

[ حصاوي مترددا يبحث عن نصير بين أفراد الكتلة الصامتة المنكمشة فلا يجد ،

فيبادر بالحركة ]

حصاوي: أنا آسف يا أيها الوحش الجبار.. لم أكن أعرف أن بيتك هنا..

عيزو : أنا لست جبارا.. أنا عيزو.. المغترب.. المسكين..

حصاوي: وأنا حصاوي الخائف.. معذرة يا جار..

نوحي : [ جانبا ] تعتذر له.. وهو الذي خرب مزرعة ميسون..؟

عيزو : سمعتك أيها الطائر القبيح..!!

[ للحضور ]

أنا لا شأن لي بما تقول أيها الطائر القبيح.. أنا أعيش هنا.. في هذا

المكان ولا أفعل أكثر مما تفعله كل الديدان..!!

ميسون : لكن هذا المكان هو حقل النعناع والورد.. الذي تعبت في غرسه؟!!

زرقاء : وأنا حملت عوده من القرية المجاورة..

ميسرة : وأنا سقيته..

ميسون : أنت معتد يا عيزو.. أكلت نعناعي.. ووردي!!

عيزو : أنا لا أعتدي على أحد..أنا أحافظ على حياتي فقط.. وجدت بعض الجذور..

وكنت جائعا.. ماذا أفعل.. أكلتها.. لم أكن أعرف أن الجذور عليها نباتات.. أرجو أن
تسامحينني..!!

زرقاء : كيف تسامحك وقد أفسدت كل شئ..؟

عيزو : لم أكن أقصد..

ميسون : اسمع يا عيزو.. الأشجار يمكن تعويضها.. أنا فلاحة.. وأستطيع أن أزرع

غيرها.. لكن.. هذا التراب الذي تحفر فيه.. هو جسم السد الذي يحمي الغابة كلها من

الغرق.. وما تفعله تخريب.. يهدد بانهيار السد.. وهذا أمر خطير.. ستغرق الغابة كلها يا

عيزو..

عيزو : أنا مضطر.. ماذا أفعل..؟!! لم أجد أرضا لينة رخوة.. تصلح لإقامتي غير هذا

المكان..!! دلوني على مكان آخر.. وأنا أذهب إليه..!!

نوحي : لماذا لا ترجع إلى وطنك حيث ولدت..؟!!

عيزو : لن يسمحوا لي.. لقد طردوني..

زرقاء : الغابة واسعة!!.. ابحث عن مكان آخر..

عيزو : نعم أيها الطائر الجميل..الغـابة واسعة.. لكن جذور الأشجار الضخمة.. تعوقني

عن الحركة.. وتمنعني من قضم الطين اللذيذ.. الذي أعيش علي التغذي به..!!

لبلبة : لكن لو انهار السد سيموت صغاري غرقا.. وربما أنا أيضا..

عيزو : هاه..

[يقرب الوحش رأسه من الأرنبة لبلبة مدققا فتتراجع قليلا للخلف]

هاه.. أذكر هذا الوجـه.. أنت الأرنبة التي أسقطت حائط بيتي..منذ أيام!!

لبلبة : إنه حائطي أنا..!!

عيزو : بل حائطي..

أرنوب : [ متشجعا يتقدم خطوة أمام لبلبة ].. بل حائطنا..

ميسون : كفى.. لم يعد الحائط المشكلة.. المشكلة أكبر.. مشكلة السد..!!

عيزو : لا شأن لي بالسد.. أنا لن أغادر بيتي.. وعلى من يريد أن يخرجني

أن يحاول..!!.. سلام..!!

[ يختفي رأس الوحش داخل الحفرة بسرعة وغضب ]

ميسرة : الحمد لله.. ذهب الوحش..

ميسون : لم يذهب.. إنه هنا.. تحت أرجلنا.. لا ندري ماذا يفعل..

ميسرة : هل يحب الوحش جذور الزيتون أيضا..؟!!

لبلبة : الوحوش لا تحب يا ميسرة.. إنها تأكل ما يشبعها.. وهذا الوحش دودة
عملاقة.. تأكل ما في باطن الأرض.. من جيف وجذور مخلوطا بالتربة الطرية..!!

حصاوي : الحمد لله.. الوحش لا يأكل العشب الأخضر..!!

نوحي : ولا الجرذان..!!

ميسون : لكن السد.. سينهار..

حصاوي: لن ينهار الآن.. على الأقل..

زرقاء : ما هذا؟.. ألا تخجلون؟

حصاوي : ولم الخجل يا زرقاء؟

زرقاء : لأن كل واحد منكم لا يفكر إلا في نفسه..؟

حصاوي: وهل هناك أهم من النفس..؟!!

ميسرة : لابد من إبلاغ أبي..

ميسون : أبي يصيد في أعلى النهر..

زرقاء : أنا أذهب إليه..

ميسون : شكرا يا يمامة زرقاء..

زرقاء : لا شكر على واجب.. لكن ماذا نفعل حتى عودة الصياد صادق..

ميسون : لو كان الجد حكيم هنا.. لاستفدنا من حكمته..

ميسرة : علينا أن نقنع كل سكان الغابة بالوقوف معنا..

ميسون : وهل سيوافقون؟؟

ميسرة : علينا أن نحاول..!! لابد أن نحاول..

ميسون : نعم.. لابد أن نحاول هيا.. اذهبي يا زرقاء..

زرقاء : إلى اللقاء..

[ تبسط جناحيها استعدادا للطيران ]

[ إظلام ]

[المشهد الرابع ]



المنظر :

[ مجموعة من الحيوانات محتشدة في ساحة من ساحات الغابة تحيط بها الأشجار

بينما ترتفع في الخلفية صخرة عظيمة يقف فوقها النسر في كبرياء. ]

الزمان :

صباح اليوم التالي للمشهد السابق.

[ ميسون تخاطب سكان الغابة ]

ميسون : يا أهل غابة الطيبين.. تعلمون أن جدي الشيخ حكيم.. قد خرج للحج منذ

شهور.. ولم يرجع بعد..

النسر : نعلم.. نعلم..

أصوات : رده الله سالما..

ميسرة : وأبي صادق.. خرج مع أخي للصيد.. فالموسم لا ينتظر..

لبلبة : ردهما الله إلينا سالمين..

حصاوي: يا رب..

نوحي : لقد اقترح علينا جدكم رحمه الله.. هذا اليوم.. يوم المسالمة.. لأنه علم

بحكمته أننا سنحتاج إلى المسالمة ,, ولو ليوم في الشهر نجتمع فيه..!!

أرنوب : ولولا عهد يوم المسالمة.. ما استطعنا الاجتماع هكذا.. بلا مشاكل..

ميسون : هذا صحيح.. ونحن لا نستطيع الانتظار حتى يعود جدي من رحلة الحج..

فالأمر عاجل.. و يحتاج إلى الحكمة..

النسر : [ يسوي ريش جناحيه وهيئته في وقار ] أنا عشت فترة طويلة.. فأنا أكبركم

سنا.. هه؟!!ومررت بتجارب كثيرة!والتجارب تكسب الحكمة..أليس كذلك؟!!

الجميع : نعم.. نعم..

النسر : ما الأمر يا بنيتي؟ تكلمي كأنك تتكلمين إلى جدك الشيخ تماما..

ميسون : نحن يا ملك الطيور في مشكلة..!!

النسر : ماذا تقصدين بـ.. نحن..؟ أنا أحب الكلام المحدد..!! من تقصدين؟!!

ميسون : أعني كلنا.. كل سكان الغابة.. سنكون في مشكلة.. إذا لا قدر الله انهار
السد..!!

النسر : هذا كلام غير دقيق يا بنيتي.. أنا لست في مشكلة.. ولن أكون يا آنسة أنا

أقيم هنا.. في هذه القمة الصخرية.. لن يصـل إلي عشي عيزو ولا الماء.. فلا مشكلة

عندي؟!!

[ صمت واجم من الجميع ]

لبلبة : يا ملك الطيور.. الماء سيغرق بيوت الأرانب..وجحور الثعالب..

والجرذان.. وكوخ الصياد؟

النسر : [ يضحك ] أنت ترين في هذا مصيبة.. وأنا أرى في هذا منفعة؟!! مصائب قوم

عند قوم فوائد..

نوحي : كلانا من الطيور يا ملك الطيور.. لكن.. رغم ما في الفيضان من منافع أنا وأنت

نعرفها.. ولا داع لذكرها في يوم المسالمة.. فأنا أشعر بالأسف لتلك المخلوقات الضعيفة

من النبات والحيوان؟!!

قرقض : يا لطيبة قلب الغربان..؟!! نوحي يشعر بالأسف.. لغرق بعض النباتات

والحيوانات..!! لكنه لا يشعر بالأسف.. حين ينقض على صغاري.. ويسرقها.. كأنني لست

حيوانا..!!

ميسون : يا جيران.. يا جيران..!!.. للغابة قوانينها.. وكلنا يحترمها.. لكن الوحش عيزو

خـرج على كل التقاليد.. ولم يحترم حتى دعوتنا التي وجهناها إليه للحضور.. ولم يعتذر

عن عدم الحضور؟!!

أرنوب : ماذا نفعل؟.. أنا وزوجي لبلبة أضعف من أن نوقف عدوان عيزو على مزرعتك يا

أخت ميسون..

حصاوي: إنه وحش بشع.. وأنا لا أحب أن أراه.. ولا أريد أن أكلمه أيضا..!!

قرقض : وأنا شخصيا لا أحتاج لعداوة الآخرين..!!

لبلبة : سيغرق بيتك يا قرقض..

قرقض : سأحمل صغاري بفمي.. وأهرب للمرتفعات..

نوحي : ليتك تفعل ذلك في غير يوم المسالمة..!!

قرقض : أرأيتم..؟!! يهددني..!! هذا يخالف العهد..

ميسون : لقد اتفقنا على المسالمة حتى ننتهي من مناقشة الموضوع.. يا جيران..

الخطر يهدد مزرعتي اليوم.. لكنه غدا سيهددكم جميعا..

النسر : أنا أرى.. أن نهجر المكان.. ونتركه للوحش المقزز.. أرض الله واسعة والغابات

كثيرة.. وأنا من جانبي على استعداد أن أبحث لكم.. عن غابة أخرى نعيش فيها جميعا

في سلام..!!

ميسون : لكن هذه الغابة بيتنا..


لبلبة : ولدنا هنا..

ميسرة : وأمي وجدتي مدفونتين بأرضها..!!

النسر : يوووه.. أنتم عاطفيون!!.. ما الفرق..؟ كلها غابات بها شجر وطيور وحيوانات..

أنا أعرف طيورا كثيرة وأسماك تهاجر من أماكن بعيدة..

ميسون : نعم.. تهاجر لتضع بيضها في أماكن بعيدة.. ثم تتركها وتعود إلى أوطانها لا

شئ يغني عن الوطن يا ملك الطيور..

النسر : أنتم لم تفهموا ما أقصده.. اتركوا لعيزو المكان.. وفكروا معي... ماذا سيحدث

إن تركنا له المكان؟

نوحي : سيظل يقضم من مزرعة ميسون ويبتلع.. ويقضم ويبتلع.. حتى يأتي عليها..!!

النسر : وبعد؟!!

لبلبة : عندها سينهار السد..

أرنوب : وتغرق المياه الغابة..

لبلبة : وتغرق بيوتنا..

النسر : هاه.. هذا صحيح.. وبعد..؟

حصاوي : وستبتلع أرض الغابة المياه..وتصبح موحلة.. يصعب أن أتحرك فيها..

النسر : هاه.. وبعد..؟

لبلبة : لا شئ.. بعد قليل يجف النهر..!!

النسر : هاه.. هذا ما أقصده أيها الجيران..

حصاوي: لا أفهم قصدك..

النسر : تلك الدودة المتوحشة..عيزو.. لا تستطيع العيش في التربة الجافة..!! فإما أن

تهرب إلى مكان آخر.. أو تموت..!!

زرقاء : لكننا عندها سنكون قد متنا جميعا من الجوع والعطش..!!

النسر : [ في ضجر ]

أف..!! لقد قلت ما عندي.. فافعلوا ما يحلو لكم.. هه.. بإذنكم

[يبسط جناحيه ويطير خارجا ، تمر فترة قصيرة من الصمت والأسف..]

ميسون : خسارة..!!

نوحي : النسر هو الوحيد القادر على صيد ذلك الوحش الدودة..

ميسرة : لماذا لا نجتمع كلنا عليه.. ونمزقه..؟

نوحي : لا.. لن يفلح هذا الحل.. هذا الوحش.. دودة عملاقة.. لو مزقناه كما يقول

ميسرة.. سيتحول كل جزء منه إلى وحش آخر.. وعندهــا.. سنواجه جيشا من الوحوش..

لا وحشا واحدا..!!

لبلبة : هذا صحيح للأسف..

ميسرة : وما العمل؟

أرنوب : لماذا لا نذهب إلى الأسد.. إنه أقوى الحيوانات..

لبلبة : وهو وحش نبيل.. لا يأكل إلا من صيده..

نوحي : نعم.. هذا صحيح.. هذا صحيح..

ميسرة : قد يخلصنا الأسد من الوحش المقزز.. لكنه سيأكلنا..!!

أرنوب : أنا مخطئ.. و ميسرة على حق..

ميسون : والعمل..؟

الجميع : ما العمل؟

[إظلام ]

[المشهد الخامس والأخير ]



المنظر :

[مكان المشهد الأول ، وقد صارت أشجار الزيتون يابسة بلا خضرة ، ميسون ونوحي

يحاولون سد بعض الخروق في جسم السد بنقل بعض الأحجار ووضعها في الفتحات التي

تبدو واضحة وإن كان جسـم السد ما زال متماسكا. لبلبة وصغارها يحاولون المساعدة ]



الزمان :

عصر أحد الأيام ، بعد المشهد السابق بأيام.

ميسون : لا ترهقي الصغار يا لبلبة.. يكفي ما حملوه من أحجار.. طوال النهار؟!!

أرنب1 : أنا لست صغيرا

أرنب2 : أنا قوي

أرنب3 : أنا أقوى

أرنب4 : أنا جائع..

ميسرة : لا جزر.. ولا عشب يا صديقي.. الوحش أكل كل شئ..!!

أرنب4 : خسارة.. كنت أحلم بالجزر الأصفر.. رغم أنني لم أره..!!

لبلبة : ألا يشبع هذا الوحش..؟

ميسون : الوحوش لا تشبع يا صديقتي..

لبلبة : كان على النسر أن يتصدى له..

نوحي : لقد صار ملك الطيور شيخا.. وأظنه خاف أن يقترب من الوحش عيزو

لبلبة : لا.. النسر لم يشخ بعد.. النسر يعرف أن الطوفان في صالحه.. أتظنني

حمقاء يا نوحي.. النسر العجوز وحش آخر.. والطوفان فرصته لنقـل الكثير من جثث

الحيوانات النافقة إلى عشه.. هناك.. على القمة الصخرية..

نوحي : هذا صحيح.. لكن لو فكر بحكمه.. لعلم أنه قد يجوع كثيرا.. بعد أن يأتي

الطوفان على معظم سكان الغابة..


ميسون : تأخرت زرقاء..؟!! أبي لا يبتعد كثيرا عن حدود الغابة..
نوحي : من يعلم.. المخاطر كثيرة.. هذا موسم صيد الطيور..!!

ميسون : لا.. لا تقل هذا.. لابد أن تصل زرقاء إلى أبي.. وتبلغه بما حدث..

نحن نحتاج إلى مساعدة..!!

نوحي : ألا تلاحظون أن عيزو لم يعد يظهر كثيرا..؟!!

ميسون : ماذا تقصد..؟

نوحي : أقصد أنه اختفى..

لبلبة : هو لا يحب الظهور كثيرا فوق السطح.. لكنه ما زال هنا..

ميسون : وتلك الحفر التي نردمها.. دليل على وجوده.. ثم..

[صوت قرقعة أخشاب ، البيت الخشبي الطيني تميل جوانبه تدريجيا، وبعد وقوع الأجناب،

يخرج رأس الوحش عيزو من السقف. تعقد الدهشة ألسنة الجميع وأرجلهم]

عيزو : ما هذا الإزعاج..؟!! ألا يحق لوحش مثلي أن يستريح؟!!

نوحي : يالله.. البيت..!!

ميسون : ميسرة.. ميسرة نائم بالبيت..

[تسرع ميسون لتقتحم المكان وتخرج بأخيها تحمله على يديها ، بينما تتكتل الأرانب

الصغيرة خلف أمها لبلبة. ويفر نوحي خارجا. يستيقظ ميسرة من النوم غاضبا]

ميسرة : لماذا تخرجينني من البيت..؟ لم أشبع نوما بعد.. أعيديني إلى البيت..

أعيديني إلى بيتي..

[ميسون توقفه على الأرض إلى جوارها وتحتضنه من الخلف متأملة منزلها المنهار]

ميسون : لم يعد هناك بيت يا أخي..

ميسرة : ماذا؟

[ يفرك عينيه ]

الوحش.. أكل بيتنا؟!!

لبلبة : أيها السفاح.. حتى بيت الأطفال..؟!!

عيزو : أنا في بيتي أيتها الأرنبة الدميمة.. وأحذركم من إزعاجي..

ميسون : أبي.. أين أنت يا أبي..؟

لبلبة : أين أنت يا أرنوب..؟

ميسرة : اترك بيتنا.. أخرج من غرفتي.. اترك كتبي.. ألعابي..

[ يمسك ببعض الأحجار يرمي بها على الوحش ]

اترك بيتي.. اترك كتبي.. لعبي.. اترك بيتي..

[ينضم الأرانب الصغـار على ميسرة في حصب الوحش بالطوب والأحجار، وسرعان ما

تنضم ميسون ولبلبة إلى الصغار، يتشجع نوحيالذي يعود متلصصا، يتشجع حصاوي وينضم

الجميع إلى الكتلة المواجهة للوحش]



الجميع : اخرج.. أخرج..



ميسون : [ مغنية]
أناديكم

أناديكم

فمدوا إلي أيديكم

وكونوا إخوتي ظلا..

وسقفا..

كونوا لي أهلا..

ميسرة : أنا طفل بلا أهل

وبيتي صار محتلا..



ميسون : لقد كانت لنا أشجار

يفتح فوقها النوار

وكنا وردة بالدار

وزهرا راقصا.. فلا..

ميسرة : ولي كتبي

ولي لعبي

ميسون : ومزرعة

ميسرة : ومدرسة

وكنت أحبه الفصلا..

المجموعة : أناديكم

أناديكم

فمدوا إلي أيديكم

ميسرة : أعيدوا إلي أشيائي

أناشدكم أحبائي

دعوني مثلكم أحيا

ومثل صغار أعدائي..

أناديكم.. أناديكم..

[أثناء الأغنية يتقاطر سكان الغابة واحدا بعد الآخر مشاركين في رجم الوحش عيزو الذي

لا يبدو أنه يتأثر بالرجم حيث تشكل ضحكاته الساخر خلفية تمتزج مع موسيقى الغناء.]

[ إظلام تدريجي ]

[ ستار ]




سر وجودي توأم روحي
سر وجودي توأم روحي
الــمــديــر الــعــام
الــمــديــر الــعــام

ذكر
عدد المساهمات : 3952
تاريخ التسجيل : 16/07/2011
العمر : 36
الموقع : taw2mrw7i.yoo7.com

https://taw2mrw7i.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى