مسرحية المؤامرة
صفحة 1 من اصل 1
مسرحية المؤامرة
الشخصيات:
جبريل
عارف
كارم
سميح
جار1
جار2
جار3
الحاكم
الحاجب
غازي
بعض الأطفال يمثلون ابن جبريل الثاني و الحاشية
المشهد الأول
جبريل يتمدد على دكة خشبية، وساعة دخول الجيران يعتدل فى جلسته.. على الدكة
وسادة كانت تحت رأسه".
جبريل : شكرا لكم.. نزوركم فى الأفراح والمسرات
جار1 : لا شكرَ على واجبٍ يا جبريل..فأنت نعمَ الأخُ ونعمَ الجار!!
جار2 : (يدنو من جبريل، ويضع مالا تحت الوسادة) أرجوك.. لا تكسفنى ولا ترد يدي يا
جبريل!!
جبريل: لا..لا..أشكرك.. معى كفاية.. والله معي!!
جار1 : لا ترد يده يا رجل ؛ فنحن أولى بك!!
جبريل : فعلتم الواجب وزيادة.. أرجو أن يمد الله فى أجلى حتى أوفى دينكم!!
جار2 يتراجع) يا رجل.. أىُّ دين ٍ.. نحن نسددُ بعضاً من جميلك.. شفاك اللهُ وعافاك
جبريل : لا حرمني اللهُ منكم.
جار3 يسلمون واحدا بعد الآخر) نستودعك الله.. السلام عليكم!!
جبريل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. جزاكم اللهُ خيرا (يخرجون) جزاكم الله خيرا
(لنفسه) لا فائدة.. هيه (يتنهد) اشتدتْ الأزمةُ.. وتحكمت ْ وضاقت ْ الأحوالُ.. لم يعد لدى
شيء يباع.. التهمت النيران ُ حانوتي.. وماتت زوجي الطيبة.. ما بقى شىءٌ.. و الأولادُ
صغار. يجب أن يتعلموا، ويأكلوا. لم يبق سواه.. نعم لم يبق سواه (يدخل الأولاد الثلاثة..
يحيطون به) أهلا.. أهلا.. تعال يا عارف وأنت يا كارم.. سميح.. أقبل.. تعال إلى حضني
(يقبله)
عارف : (أكبر الأبناء) كيف حالُكَ اليومَ يا أبى؟
جبريل : (يترك الدكة ويتحرك) ألا ترَ ياولد..أصبحت قويا كجملٍ..ألا تر؟
عارف : ليتك توافق يا أبى.. ليتك توافق!!
جبريل يظهر غضبه) لا أريدك أن تشغل رأسك الصغير هذا، بمثل هذا الكلام.. غدا أكون ُ
على أحسن ما يرام.. ويعتدلُ ميزانُ حياتِنا بإذن الله!
عارف : و ما العيب ُ يا أبى؟
جبريل : أرجوك يا عارف لا تثقل علىّ.. أيرضيك أن تتعب والدك؟
عارف : لا.. لا يا أبى
جبريل : إذن.. لا تعد لمثل هذا الحديث عن العمل ؛ فأنت مازلت صغيرا، فكر فى دروسك،
ومدرستك فقط (يخرج بعض النقود ويقدمها لعارف) خذ يا عارف هذا المال، واشتر طعاما،
بسرعة.. هيا!!
عارف : من أين لك به يا أبى.. وأنا أعلم بحالنا؟
جبريل : لا تكمل.. كن ولدا مطيعا.. هيا؛ فأخواك جائعان!!
عارف : حاضر يا أبى.. سوف أذهب (يخرج)
جبريل : هيا أخرجا أنتما الاثنان..العبا حتى يعود عارف (يخرجان.. يتحرك فى المكان)
هاهنا ولد عارف.. نفس المكان الذي ولدت فيه.. يرحمك الله يازوجى الطيبة.. هنا سمعت
صراخ عارف.. وضحكات كارم (نسمع صوت القابلة: سم الولد يا جبريل.. هيا قبله.. بسم
الله ما شاء الله. نسمع أصوات السبوع ودق الهون وأصوات الأولاد.. حلاقاته برجالاته.. حلقة
دهب فى وداناته.. يارب ياربنا تكبر وتبقى قدنا... يتحرك جبريل) وهنا فى بهو الدار،
تسلقوا الأشجار، وأكلوا من ثمارها الحلوة.. لكم طاردتهم أمهم.. لكم عنفتهم ليقلعوا عن
هذه العادة (نسمع صوت الأم : انتظروا حتى يقبل والدكم يا ملاعين – نسمع أصوات
الأولاد: لن نفعل يا أمي.. لن نفعل.. سماح النوبة)
جبريل يعود جبريل مرتبكا وبصعوبة إلى الدكة الخشبية ويجلس) لا مفر.. لا مفر من هذا..
لا مفر..قدر الله وما شاء فعل.. ولابد من حل.. وحل فوري!!
إظــلام
المشهد الثاني
أمام باب الدار جبريل يعلق لافتة تقول (هذه الدار للبيع)
عارف : (وهو يساعده) لاتبعها يا أبى!! (وهو يختنق بالبكاء)
جبريل : للضرورة أحكام يا ولدى!!
غازي : (يقف ملتصقا بالجدار يراقب ما يحدث) أخيرا.. أخيرا سلمت يا جبريل؟ كنت عنيدا..
أتعبتنى.. أحرقت حانوتك، وماتت زوجك كمدا عليه؛ لأجل هذه اللافتة.. هاها.. جاء سعدك
ياغازى.. يا تاجر التحف والتذكارات.. بل قل لص التحف والتذكارات هاهاها
جار1 : (يقبل الجيران) لم يا جبريل؟ هل قصرنا معك؟
جبريل : (يترك ما بيده) أنتم.. يعلم الله!!
جار 2 : لا تفعل يا أبا عارف.. نحن أولى بك!!
جبريل : إذن ليشتريها أحدكم.. هيه ليشتريها أحدكم!!
جار1 : وما العمل يا رجال؟
جار3 : يبدو أن جبريل مصر.. وأنا كما تعلمون مدين لغازي التاجر!!
جار2 : ما باليد حيلة!!
جار3 : ليتنا كنا نملك ثمنها.. ليتنا!!
جار1 : يا أبا عارف ؛ فلتنتظر قليلا.. ربما.....
جبريل : (يقاطعه) والبطون لا تنتظر يا إبراهيم.. لا تنتظر.. وأنا ما تعودت البطالة
جار2 : يا رجل؟!
جار3 : أنت تعقد الأمور.. هيا يا رجال.. سوف نحاول.. وسوف نعود ومعنا الحل بإذن الله
(ينصرفون)
جبريل يجلس حزينا أمام الباب) ديوني أصبحت ثقيلة.. ولا يمكن أن تستمر الحال على
هذا الوضع.. لابد من التصرف.. الأولاد ينامون على لحم بطونهم.. ماذا تعنى دار؛ إلا
مجموعة من الحجارة و الأخشاب.. أستطيع أن أبتنى دارا أخرى عندما تتحسن صحتي..
وأجد عملا. نعم أستطيع (يقبل غازي مثل ثعلب.. يتوقف أمام جبريل وهو لا يخفى فرحته)
غازي : آه.. جاءتك الفرصة يا غازي.. هذه الدار التي تمنيت أن تتملكها. ظللت سنين
طويلة تحلم بها؛ لتضيفها إلى كنوزك وتذكاراتك.سوف يفرح أحبائي عندما يصلهم الخبر
بالحمام الزاجل (إلى جبريل) هيه يا جبريل. هل فكرت فيما عرضته عليك؟
جبريل ينظر إليه بكراهية سرعان ما تنكسر نظراته) أهلا وسهلا
غازي : أقول لك.. هل فكرت فى عرضي لك؟
جبريل : هيه (يقف.. يتحرك صامتا)
غازي : لن تجد عرضا أفضل.. عرضي سخي.. هيه.. ماذا قلت؟
جبريل : نعم نعم (وهو منكس الرأس)
غازي : فلم التردد.. لا تتردد هيا انه الأمر!!
جبريل : أليس من حق الجيران عرض الأمر عليهم؟
غازي : الجيران.. وهل أنا غريب يا رجل؟ و على كل حال الجار أولى الشفاعة!!
جبريل لنفسه) ومن يستطيع غيرك وقد داينت الجميع (لغازي) قبلت..قبلت عرضك يا
غازي!
غازي : (متهللا) يا رجل.. ولم الحزن؟ هيا نكتب عقدا (يجذبه) هيا
جبريل : (يخلص نفسه) لا.. اذهب أنت.. وأحضر كاتبا وشهودا!!
غازي : أمرك.. لن أغيب.. لن أغيب.. حالا وفى سرعة الريح (يسرع)
جبريل : نعم لا مفر.. سوف يصلح ثمنها كل شىء.. ثياب جديدة للأولاد.. طعام طيب..
وقليل من البضائع حتى تستقيم الحال.. نعم. لكن هذا الرجل شرير يا جبريل.. ووضيع..
وسوف يزيل ما عليها من نقوش جميلة.. نعم.. سوف يبدل ما تحمل من معالم.. لا يهم يا
جبريل.. لا يهم.. جاءت أو راحت هي دار.. المهم الأولاد... الأولاد أولا.. الأولاد قبل الدار
والتراب.. نعم!!
إظـلام
المشهد الثالث
الإضاءة مركزة على جبريل فى مكان لم تتحدد ملامحه فهو مظلم
جبريل : يا ربى.. ما هذا الأرق.. ما سببه؟ تيسرت الأحوال، أصبحنا نعيش مثل بقية خلق
الله، وثمن الدار كما هو.. بل في زيادة.. يا ربى. الرحمة. إني أكاد أسقط من التعب وطول
السهر!! ما الذي يحدث لى؟ الأشباح تهاجمني.. وكوابيس فى الليل وفى النهار تدبدب
على صدري.. وفى رأسي (سمع صوتا) لمن هذا الصوت
الصوت : بعتنا يا جبريل.. بعت عز أهلك وجدودك!!
جبريل : هذا.. نعم.. هو صوت جدي.. لا.. لا يا جدي.. لم أبعك.. لم أبعك
الصوت : هانت عليك الدار.. هل تعرف.. شافت الدار عزا ومجدا.. فيها تزوجت جدتك.. كانت
هذه قلعة.. يجتمع فيها رجال المقاومة.. أيام التتار والصليبيين.. وفيها استقبلنا صلاح
الدين!!
جبريل : لا.. لا يا جدي.. سوف أستردها.. سوف أستردها!!
الصوت : لابد يا جبريل.. وإلا أصبحت نبتا شيطانيا تدوسك الأقدام!!
جبريل : لا.. لا.. سوف أذهب من فوري إلى الحاكم.. نعم.. سوف أذهب إليه حالا
(يضاء المسرح في منزل حاكم الإقليم الذي جلس يتحدث إلى غازي التاجر.. بينما جبريل
ينتظر ما تسفر عنه المحاولة)
الحاكم : لقد باعك جبريل داره بسبب شدة ألمت به، وهو كثير التعلق بهذه الدار، وهو
يعف أن ينقض عهدك، ويرد إليك مالك مضافا إليه الأرباح.. فما هو ردك!!
غازي : لا أستطيع يا سيدي الحاكم.. إنني أخشى اكتشاف تعلقي بها بعد ردها!!
الحاكم : يا رجل..إنها لا تعنى لديك شيئا أيها التاجر. هذه مجرد دار، وأنت تملك الكثير..
أما جبريل فتعنى لديه الكثير!!
غازي : وإنها تعنى لى الكثير؛ فلا ترغمني على ردها يا سيدي!!
جبريل : (لنفسه) و إلا أصبحت نبتا شيطانيا تدوسك الأقدام (يتجه صوب غازي) أرجوك يا
سيد غازي.. خذ ما تريد.. و أعد لي دارى.. أنا لا أنام.. أرجوك.. أرجوك!!
غازي : وهل أرغمتك على بيعها يا رجل؟
جبريل : عوضك الله عنها خيرا.. أرجوك.. خذ ما تريد!!
غازي : لن أفرط فيها ما حييت؛ ليأذن لى سيدي الحاكم بالانصراف؟
الحاكم : (غاضبا) تفضل يا سيد (ينصرف غازي) إن الدار لا تحمل لهذا الرجل ذكرى ما؛ فلم
يتمسك بها؛ رغم كثرة مالديه من دور؟ الأمر يحتاج إلى بحث وتقص.. يا حاجب.
الحاجب : (يدخل) سيدي الحاكم!!
الحاكم : أريد كبير البصاصين فورا. لا تقلق يا جبريل.. لا تقلق!!
جبريل : لا فائدة.. تنصل الرجل للمرة الثانية.. ورفض.. وتركني للراحلين ينغصون على
عيشي ليل نهار!!
الحاكم : فلتبن لك دارا أخرى!!
جبريل : هذه الدار يا سيدي هي كل ثروتي.. وثروة أولادي.. ليست الحجارة و لا
الأخشاب.. بل التراب والرائحة والتاريخ!!
الحاكم : هل اكتشفت أن بها كنزا يا جبريل؟
جبريل : بل كنزا أغلى من كل كنوز العالم يا سيدي!!
الحاكم : لكنك بعتها بما فيها.. وما عليها يا جبريل؛ وليس لك حق استرداد شيء منها!!
جبريل : سيدي (يبكى) لقد بعت ما ليس ملكا لي وحدي؛ فلتسجنني على فعلتي
وتسقط البيع
الحاكم : أليست الدار دارك يا رجل؟
جبريل : حسب القوانين والحجج هي دارى بلا منازع.. ولكن أرجوك يا سيدي.. أعد لي
دارى.. أعد لى دارى!!
إظـلام
المشهد الرابع
الإضاءة مركزة على جبريل.. المكان من حوله غير واضح المعالم!!
جبريل : يا جبريل.. فرطت فى كنزك، الدار تحمل فى كل حجر من حجارتها قطرة عرق
وقطرة دم، وبعضا من روح أسلافك.. كل ركن فيها له رائحة الأشياء التي يجب أن تورثها
لأولاد.. هل تجد هذه الأشياء فى دنانيرك.. فى دارك الجديدة.. فى أولادك!!
(يضاء المسرح فى دار الحاكم، وقد اجتمع كبار الشيوخ و حاكم الإقليم وغازي التاجر)
الحاكم : أهلا يا سيد غازي.. هاهم كبار رجال البلدة وشيوخها.. لابد من حل لهذه
المشكلة!!
غازي : سيدي الحاكم.. أنت تحملني على ترك دارى!!
الحاكم : يا رجل.. اتركها.. واشتر غيرها!!
غازي : لا أستطيع يا سيدى.. لاأستطيع. إن جدودي رفعوا بنيانها حجرا فوق حجر، وحاربوا
لأجل أن تظل لهم (يخرج كتابا ويقدمه للحاكم) انظر يا سيدي.. هاهو دليلي على صحة
كلامي!!
جبريل : (ينتفض مفزوعا) أنت تماطل، وتسرف فى الكذب!!
رجل : تماسك يا جبريل
رجل2 : أهذا آخر كلام لديك يا غازي؟
غازي : نعم.. ولن أتراجع فيه!!
رجل2 : يا سيد غازي!!
غازي : أرجوكم يا سادة.. لا إكراه ولا عدوان!!
جبريل : (فجأة يلقى بنفسه من النافذة)
الحاكم : (مفزوعا) يا مجنون.. ماذا تفعل؟
الرجال : ضاع الرجل.. ضاع الرجل
الحاكم : أسعفوا الرجل.. هيا هيا جميعا (يتحركون لنجدة الرجل – يتحرك الحاكم بعصبية–
يقبلون وهم يحملون الرجل)
رجل1 : بعض خدوش وجروح.. الحمد لله
رجل2 : لم نكن نتصور أنك تحب دارك كل هذا الحب!
رجل3 : حمدا لله على نجاتك يارجل
الحاكم : هيه (يزوم) لقد دلل جبريل على حبه وارتباطه بداره؛ فلم لا تفعل مثله يا سيد
غازي؛ لنتأكد من صدق حبك لدارك؟
غازي : أننننا. أنا. أستطيع شراء رجال يموتون من أجل هذه الدار.. أما أنا.. أنا لست مجنونا
حتى أفعل مثله!!
الحاكم : (ثائرا) تريدها حربا إذن؟
غازي : لن أفرط فى هذه الدار يا سيدي.. إنها تحمل تراث أجدادي ونسبى.. سوف أدلل
على حبي لها بمالي كله.. وأولادي كلهم.. إذا لزم الأمر!!
الحاكم : يا رجل.. ألا تر!! كاد الرجل يموت لأجل داره.. وهو مصر. وسوف يظل مصرا،
وسيفعلها مائة مرة.وسيفعل أولاده مثلما فعل، وأحفاده أيضا؛ فإلى متى سوف تتحمل
أنت؟
الدار لا تمثل شيئا لديك حتى وإن صنعت لها تاريخا ملفقا.. خذ مالك، وأعد للرجل داره؛
وإلا لن أتركك ترحل من هنا حتى تفعل مثلما فعل!!
غازي : (يتحرك ساهما) إذا فعلت مثله ربما لا ينجيني الله مثلما نجاه، وأموت لأجل دار
هي مجرد حجارة وأخشاب، لا تعنى سوى كونها دارا (يسمع هاتفا: أريدها خاضعة ذليلة..
انهب.. اقتل.. دمر.. تكن لك السيادة)
الحاجب : (يدخل) مولاي الحاكم.. كبير البصاصين بالباب!!
الحاكم : دعه يدخل!!
غازي : (يستشعر خطرا) لا بد من التراجع ؛ وإلا ضعت يا كتخدا
البصاص: (يدخل كبير البصاصين.. يتقدم.. يسر فى أذن الحاكم)
الحاكم : (يهز رأسه) هيه!!
البصاص : وهذه هي المعلومات التي جمعتها يا سيدي (يقدم له أوراقا)
الحاكم : هاتها.. انتظرني فى الخارج (يخرج كبير البصاصين)
غازي : (الحاكم يدور حوله متفرسا) لقد نزلت على رغبة مولاي.. ها أنا ذا أعيد الدار
للسيد جبريل!!
الحاكم : هيه.. وبعد؟
غازي : أي والله أعيدها!!
الحاكم : (بغضب) بل تعيد كل ما تملك، وترحل عن بلادنا فورا.. ترحل.. لا.. لا رحيل.. بل
موت.. شنق.. صلب!!
غازي : سيدي.. ماذا تقول؟
الحاكم : لو كنت رضخت لإرادتي أول الأمر ما انكشف سترك؛ لكن شيطانك أغراك؛ فأوقعك
فى شر أعمالك (الرجال يقفون فى دهشة) الاسم: كتخدا.. أتى إلى بلادنا مع والده
كسمسار مفوضا من قبل جماعة تعيش على حدود السلطنة شعارها
:اقتل.. انهب.. دمر.. تسد!!
جبريل : سيدي.. هل هو الـ...
الحاكم : نعم أيها الرجل الطيب.. هو من حرق دكانتك.. وأفقدك زوجك (ينادى) يا حاجب..
يسلم هذا الرجل للقاضي.. ليحاكم، وتعود أملاكه إلى أصحابها فورا!!
الحاجب: سمعا وطاعة يا مولاى (يتقدم به للخارج)
غازى : (وهو يخرج) غدا ينجح أحفادي وأولادي فيما فشلت فيه.. المنظمة مصممة،
وأحلامها تعانق أحلام أوربا المقهورة.. لعنة الله على الفرس والعرب والأتراك!!
الحاكم : كان درسا.. أرجو ألا تنساه يا جبريل.. احكه لأولادك.. للناس.. كل الناس حتى لا
ينخدعون فى أمثاله.. إنه شيطان من شياطين جدد يريدون بلادنا مهما كان الثمن.. لهم
جنودهم وأموالهم ومؤيدوهم!!
جبريل : نعم يا سيدي.. كان درسا قاسيا ؛ فالدار وطن؛ والوطن تاريخ وتراث وأمجاد وبشر؛
وأرض كالعرض يجب أن يصان!!
الحاجب: (يدخل) مولاى الحاكم.. رسول عظمة السلطان يطلب الإذن بالمثول.
الحاكم : أذنا له على الرحب و السعة (وهو يقف وقد تغير وجهه)
الرسول: (بينما يخرج الحاجب بعد تقديمه) مولاى حاكم الولاية.
الحاكم : أهلا بك فى بيتك وبين أهلك!
الرسول : أرسلني السلطان على وجه السرعة لأمر جلل!
الحاكم : هات ما عندك أيها الرسول!
الرسول : لقد وصل إلى علم السلطان ما يتم هنا، وهو يأمركم بالتوقف، وعدم التعرض
للسيد غازي، وعدم إكراهه على ما لا يريد، و إلا كان له شأن آخر (يقدم له قرطاسا) وهذا
أمر جلا لته (يتجمد المشهد بذهول كل الحضور وتنزل أغنية تعبر عن الموقف وتترجم مسار
العمل)
تأليف/ ربيع عقب الباب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى